بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حم (1)
۩ أعربت وشرحت في سورة «المؤمن» غافر.
وَالْكِتابِ الْمُبِينِ (2)
۩ هذه الآية الكريمة أعربت في سورة «الزخرف» الآية الثانية.
إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنّا كُنّا مُنْذِرِينَ (3)
۩ {إِنّا أَنْزَلْناهُ}: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل وكسرت همزتها لأنها جاءت بعد فعل قسم غير ظاهر أي وقعت جوابا للقسم. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسمها. انزل: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل يعود على الكتاب وهو القرآن مبني على الضم في محل نصب مفعول به. وجملة «أنزلناه» في محل رفع خبر «إنّ» و «إنّ» وما في حيزها من اسمها وخبرها جواب القسم لا محل لها من الاعراب. ۩ {فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ}: جار ومجرور متعلق بأنزلناه. مباركة: صفة-نعت- لليلة مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة. ۩ {إِنّا كُنّا مُنْذِرِينَ}: إنّا: أعربت والجملة بعدها: في محل رفع خبر «إنّ» كنا: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم «كان» منذرين: خبرها منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد والجملة المستأنفة لا محل لها لأنها لجواب القسم {إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ»}.
فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4)
۩ {فِيها يُفْرَقُ}: جار ومجرور متعلق بيفرق أي في هذه الليلة. يفرق: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة. ۩ {كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}: نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة. أمر: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. حكيم: صفة-نعت-لأمر مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة. أي كل شأن ذي حكمة أي مفعول ما تقتضيه الحكمة وهو من الاسناد المجازي لأن الحكيم صفة صاحب الأمر على الحقيقة ووصف الأمر به مجاز. والجملة استئنافية أيضا مثل سابقتها أي مفسرة لجواب القسم الذي هو قوله تعالى {إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ»} لا محل لها من الاعراب.
أَمْراً مِنْ عِنْدِنا إِنّا كُنّا مُرْسِلِينَ (5)
۩ {أَمْراً}: مفعول به منصوب على الاختصاص أو المدح بتقدير: أعني بهذا أمرا. أو يكون حالا من «أمر» بعد أن خصص بوصف وسوغ تنكير صاحب الحال «أمر» اعتماده على الوصف. أي يكون أمرا من ضمير المفعول: أي أنزلناه في حال كونه أمرا ويجوز أن يكون منصوبا على المصدر أي يوضع موضع «فرقانا» الذي هو مصدر يفرق لأن معنى الأمر والفرقان واحد من حيث انه اذا أحكم بالشيء وكتبه فقد أمر به وأوجبه. ۩ {مِنْ عِنْدِنا}: جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة لأمرا بمعنى: أمرا صادرا أو حاصلا منا و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة. أو بمعنى كائنا من لدنا. ۩ {إِنّا كُنّا مُرْسِلِينَ}: تعرب اعراب {إِنّا كُنّا مُنْذِرِينَ»} الواردة في الآية الكريمة الثالثة أي هي بدل منها ويجوز أن تكون تعليلا ليفرق.
رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6)
۩ {رَحْمَةً}: مفعول له-لأجله-أو من أجله-على معنى: انا أنزلنا القرآن لأن من شأننا ارسال الرسل بالكتب الى عبادنا لأجل الرحمة عليهم. ويجوز أن تكون مفعولا به وقد وصف الرحمة بالارسال والأصل انا كنا مرسلين رحمة منا فوضع الظاهر وهو {مِنْ رَبِّكَ»} موضع الضمير وهو «منا» ويكون نصبه باسم الفاعل «مرسلين» ويجوز أن تكون بدلا من «أمرا». ۩ {مِنْ رَبِّكَ}: جار ومجرور ومتعلق بصفة محذوفة من رحمة. والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطب-في محل جر بالاضافة. ۩ {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ}: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسمها. هو: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. السميع: خبر «هو» مرفوع بالضمة. والجملة الاسمية {هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ»} في محل رفع خبر «إنّ». ۩ {الْعَلِيمُ}: صفة-نعت-للسميع مرفوع وعلامة رفعه الضمة. أو يكون «هو» ضمير فصل أو عماد زائدا لا محل له من الاعراب ويكون «السميع» خبر «ان».
رَبِّ السَّماااتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (7)
۩ {رَبِّ السَّماااتِ وَالْأَرْضِ}: بدل من «ربك» الوارد في الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها والمضاف اليه مجرور بالكسرة. والأرض: معطوفة بالواو على «السموات» ويعرب مثله. ۩ {وَما بَيْنَهُما}: الواو عاطفة. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالاضافة ولأنه معطوف على مجرور بمعنى: ورب ما بين السموات والأرض. بين: ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بصلة الموصول المحذوفة. والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة و «ما» علامة التثنية. ۩ {إِنْ كُنْتُمْ}: حرف شرط جازم. كنتم: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك فعل الشرط في محل جزم بإن. التاء ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور. ۩ {مُوقِنِينَ}: خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. وحذف جواب الشرط لتقدم معناه. بمعنى ان كان اقراركم عن علم وايقان فان هذا الرب هو السميع العليم الذي أنتم مقرون به ومعترفون بأنه رب السموات والأرض وما بينهما لأنهم كانوا يقرون بأن للسماوات والأرض ربا وخالقا فقيل لهم هذا القول الكريم.
لا إِلهَ إِلاّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8)
۩ {لا إِلهَ إِلاّ هُوَ}: أداة نافية للجنس تعمل عمل «ان» إله: اسم «لا» مبني على الفتح في محل نصب وخبرها محذوف وجوبا بمعنى: لا إله موجود أو معلوم إلا الله. إلا: أداة استثناء. هو: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع بدل من موضع {لا إِلهَ»} لأن موضع لا وما عملت فيه رفع بالابتداء. ۩ {يُحْيِي وَيُمِيتُ}: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو. والجملة الفعلية في محل نصب حال من «هو» أو في محل رفع خبر مبتدأ مضمر تقديره: هو يحيى. ويميت: معطوفة بالواو على «يحيي» وتعرب إعرابها وحذف مفعولا الفعلين اختصارا بمعنى: يحيي الأموات أو يميت الأحياء أو يحيي بعضا أو قرنا ويميت بعضا أو قرنا. ۩ {رَبُّكُمْ}: خبر مبتدأ مضمر تقديره: هو ربكم مرفوع بالضمة والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل جر بالاضافة والميم علامة جمع الذكور. ۩ {وَرَبُّ آبائِكُمُ}: معطوف بالواو على «ربكم» ويعرب مثله. آباء: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. و «كم» أعربت في «ربكم». ۩ {الْأَوَّلِينَ}: صفة-نعت-لآبائكم مجرورة مثلها وعلامة جرها الياء لأنها جمع مذكر سالم والنون عوض من الحركة في المفرد.
بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9)
۩ {بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ}: حرف اضراب للاستئناف. هم: ضمير رفع منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. في شك: جار ومجرور متعلق بخبر «هم» بمعنى ان اقرارهم غير صادر عن علم وتيقن ولا عن جد وحقيقة بل قول مخلوط به هزؤ ولعب. ۩ {يَلْعَبُونَ}: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية في محل رفع خبر ثان للمبتدإ «هم».
فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ (10)
۩ {فَارْتَقِبْ}: الفاء: استئنافية. ارتقب: فعل أمر مبني على سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. ۩ {يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ}: مفعول به منصوب بارتقب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى فانتظر. تأتي: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للثقل. السماء: فاعل مرفوع بالضمة والجملة في محل جر بالاضافة. ۩ {بِدُخانٍ مُبِينٍ}: جار ومجرور متعلق بتأتي. مبين: صفة-نعت-لدخان مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة.
يَغْشَى النّاسَ هذا عَذابٌ أَلِيمٌ (11)
۩ {يَغْشَى النّاسَ}: الجملة الفعلية: في محل جر صفة لدخان. يغشى: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الناس: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى بدخان ظاهر يشمل الناس ويلبسهم. ۩ {هذا عَذابٌ أَلِيمٌ}: الجملة الاسمية: في محل نصب مفعول به-مقول القول- والعامل مضمر تقديره: يقولون هذا عذاب أليم. والجملة الفعلية «يقولون هذا عذاب أليم» في محل نصب حال من الناس بتقدير: قائلين هذا عذاب أليم. هذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. عذاب: خبر «هذا» مرفوع بالضمة. أليم: صفة-نعت-لعذاب مرفوعة مثلها بالضمة.
رَبَّنَا اِكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنّا مُؤْمِنُونَ (12)
۩ {رَبَّنَا}: منادى منصوب بأداة نداء محذوفة اختصارا اكتفاء بالمنادى وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف و «نا» ضمير متصل-ضمير المتكلمين-مبني على السكون في محل جر بالاضافة. التقدير: يا ربنا. ۩ {اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ}: فعل دعاء وتضرع بصيغة طلب مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. عنا: جار ومجرور متعلق باكشف. العذاب: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. ۩ {إِنّا مُؤْمِنُونَ}: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل-ضمير المتكلمين-مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ» مؤمنون: خبرها مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد.
أَنّى لَهُمُ الذِّكْرى وَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13)
۩ {أَنّى لَهُمُ الذِّكْرى}: اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب ظرف مكان بمعنى: من أين لهم وكيف يتعظون متعلق بخبر مقدم محذوف. اللام: حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بالخبر المحذوف. الذكرى: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر وهو جواب على قولهم {إِنّا مُؤْمِنُونَ»} أي كيف يذكرون ويفون بما وعدوه من الايمان عند كشف العذاب. ۩ {وَقَدْ جاءَهُمْ}: الواو حالية والجملة بعدها: في محل نصب حال. قد: حرف تحقيق. جاء: فعل ماض مبني على الفتح و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به مقدم. ۩ {رَسُولٌ مُبِينٌ}: فاعل مرفوع بالضمة. مبين: صفة-نعت-لرسول مرفوع بالضمة أيضا.
ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14)
۩ {ثُمَّ تَوَلَّوْا}: حرف عطف. تولوا: فعل ماض مبني على الضم المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين واتصاله بواو الجماعة وبقيت الفتحة دالة على الألف المحذوفة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. ۩ {عَنْهُ وَقالُوا}: جار ومجرور متعلق بتولوا. وقالوا: معطوفة بالواو على «تولوا» وتعرب اعرابها. أي ثم أعرضوا عنه وقالوا. والجملة الاسمية بعدها: في محل نصب مفعول به-مقول القول-. ۩ {مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ}: خبر مبتدأ محذوف تقديره: هو معلم. مرفوع بالضمة. مجنون: صفة-نعت-لمعلم مرفوعة مثلها بالضمة. «معلم» اسم مفعول بمعنى: قد علم ان يدعي بالوحي.
إِنّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عائِدُونَ (15)
۩ {إِنّا}: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل وأصله «اننا» حذفت احدى النونين تخفيفا و «نا» ضمير متصل في محل نصب اسم ان. ۩ {كاشِفُوا الْعَذابِ}: خبر «ان» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم وحذفت النون للاضافة. العذاب: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. وأصله: كاشفون العذاب وبعد حذف النون أضيف اسم الفاعل الى مفعوله فجر بالاضافة. ۩ {قَلِيلاً}: صفة لمصدر محذوف أو نائبة عنه. التقدير: كشفا قليلا. منصوبة وعلامة نصبها الفتحة. ۩ {إِنَّكُمْ عائِدُونَ}: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. والكاف ضمير متصل -ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل نصب اسم «ان» والميم علامة جمع الذكور. عائدون: خبر «ان» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد.
يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنّا مُنْتَقِمُونَ (16)
۩ {يَوْمَ}: بدل من «يوم» في «ارتقب يوم» الواردة في الآية الكريمة العاشرة بمعنى فانتظروا يوم نبطش. أو منصوب بما دل عليه {إِنّا مُنْتَقِمُونَ»} وهو ننتقم ولا يصح أن ينتصب بمنتقمون لأن «ان» تحجب عن ذلك. ويجوز أن يكون مفعولا به بعامل مضمر تقديره اذكروا. ۩ {نَبْطِشُ}: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن والجملة في محل جر بالاضافة. ۩ {الْبَطْشَةَ الْكُبْرى}: مصدر فيه معنى التوكيد. الكبرى: صفة-نعت- للبطشة منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة المقدرة على الألف للتعذر. والعامل في هذا المصدر الموصوف فعل من لفظة. ۩ {إِنّا مُنْتَقِمُونَ}: تعرب اعراب {إِنّا مُؤْمِنُونَ»} الواردة في الآية الكريمة الثانية عشرة. أي منتقمون يوم القيامة.
وَلَقَدْ فَتَنّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ (17)
۩ {وَلَقَدْ فَتَنّا}: الواو: استئنافية. اللام للابتداء والتوكيد. قد: حرف تحقيق. فتن: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. أي لقد اختبرنا. ۩ {قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ}: ظرف زمان متعلق بفتنا منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. قوم: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. فرعون: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعجمة والتعريف. ۩ {وَجاءَهُمْ}: الواو: عاطفة. جاء: فعل ماض مبني على الفتح و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به مقدم. ۩ {رَسُولٌ كَرِيمٌ}: فاعل مرفوع بالضمة. كريم: صفة-نعت-لرسول مرفوع بالضمة.
أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبادَ اللهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (18)
۩ {أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ}: أن: حرف تفسير لا عمل له. أدوا: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. الى: جار ومجرور متعلق بأدوا. وجملة «أدوا» تفسيرية لا محل لها من الاعراب. و «ان» وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به-مقول القول-لفعل مضمر تقديره: قائلا لهم: أن أدوا الى بمعنى أعطوا أو ردوا الى لأن مجيء الرسول من بعث اليهم متضمن لمعنى لأنه لا يجيئهم الا مبشرا ونذيرا وداعيا الى الله أو تكون «ان» مخففة من «أن» الثقيلة وهي حرف مشبه بالفعل واسمه ضمير شأن مستترا تقديره: انه بمعنى: وجاءهم بأن الشأن والحديث ادوا الى وتكون جملة {أَدُّوا إِلَيَّ»} في محل رفع خبر «ان» المخففة. واسم «أن» وخبرها صلة «أن» لا محل لها من الاعراب. وعلى الوجه الثاني تكون «ان» مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلقا بجاءهم. ۩ {عِبادَ اللهِ}: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الله: مضاف اليه مجرور للتعظيم بالاضافة وعلامة الجر الكسرة وهم بنو صهيون أي يقول النبي موسى: أدوهم الى وأرسلوهم معي. ويجوز أن تكون «عباد» منادى منصوبا بأداة نداء محذوفة اكتفاء بالمنادى لتضمنه معنى الخطاب أي يا عباد الله. بمعنى أدوا الى يا عباد الله ومفعول «أدوا» على هذا الوجه محذوف اختصارا لأنه معلوم بمعنى أدوا الى ما هو واجب لي عليكم من الايمان لي. ۩ {إِنِّي لَكُمْ}: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل للتعليل والياء ضمير متصل -ضمير المتكلم-في محل نصب اسمها و «لكم» جار ومجرور متعلق بخبرها والميم علامة جمع الذكور. ۩ {رَسُولٌ أَمِينٌ}: خبر «ان» مرفوع بالضمة. أمين: صفة-نعت-لرسول مرفوع بالضمة بمعنى مؤتمن.
وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (19)
۩ {وَأَنْ لا تَعْلُوا}: معطوفة بالواو على {أَنْ أَدُّوا»} وتعرب إعرابها في الوجهين. لا: ناهية جازمة. تعلوا: فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون. ۩ {عَلَى اللهِ}: جار ومجرور للتعظيم متعلق بلا تعلوا بمعنى: لا تستكبروا على الله بالاستهانة برسوله ووحيه أو لا تتكبروا على نبي الله. ۩ {إِنِّي آتِيكُمْ}: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل-ضمير المتكلم-في محل نصب اسمها. آتي: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. الكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور. وجملة «آتيكم وما بعدها» في محل رفع خبر «ان» ويجوز أن تكون «آتيكم» اسم فاعل خبر «ان» مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل بمعنى: اني أرسلت اليكم أو آت اليكم. ۩ {بِسُلْطانٍ مُبِينٍ}: جار ومجرور متعلق بآتيكم. مبين: صفة-نعت- لسلطان مجرورة مثلها أي بحجة بينة.
وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ (20)
۩ {وَإِنِّي عُذْتُ}: معطوفة بالواو على «اني» في الآية السابقة. عذت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل-ضمير المتكلم-مبني على الضم في محل رفع فاعل. وجملة «عذت» وما بعدها في محل رفع خبر «إنّ» وإني عائذ. ۩ {بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ}: جار ومجرور متعلق بعذت والياء ضمير متصل-ضمير المتكلم-في محل جر بالاضافة والواو عاطفة. ربكم: معطوف على «ربي» مجرور وعلامة جره الكسرة. الكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل جر بالاضافة والميم علامة جمع الذكور. ۩ {أَنْ تَرْجُمُونِ}: حرف مصدري ناصب. ترجمون: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. النون نون الوقاية لا محل لها من الاعراب والكسرة دالة على ياء المتكلم المحذوفة خطا واختصارا واكتفاء بالكسرة وللتناسب مع رءوس الآي وجملة «ترجمون» صلة «ان» المصدرية لا محل لها من الاعراب. و «أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بحرف جر مقدر أي من أن ترجمون والجار والمجرور متعلق بعذت بمعنى: استجرت من ايذائي. أو واني التجأت واستجرت بربي وربكم من أن ترجمون أي تقتلون.
وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ (21)
۩ {وَإِنْ لَمْ}: الواو استئنافية. ان: حرف شرط جازم. لم: حرف نفي وجزم وقلب. ۩ {تُؤْمِنُوا لِي}: فعل مضارع مجزوم بلم فعل الشرط في محل جزم بإن وعلامة جزمه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. لي: جار ومجرور متعلق بتؤمنوا. ۩ {فَاعْتَزِلُونِ}: الجملة: جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم بإن. اعتزلون: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو والنون أعربتا في «ترجمون».
فَدَعا رَبَّهُ أَنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ (22)
۩ {فَدَعا رَبَّهُ}: الفاء عاطفة على مضمر للتسبيب بتقدير: فلم يؤمنوا به أي فكفروا به فدعا ربه. دعا: فعل ماض بمعنى «نادى» مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو ربه: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة. ۩ {أَنَّ هؤُلاءِ}: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. هؤلاء: اسم اشارة مبني على الكسر في محل نصب اسم «أن» أي بأن. وعلى هذا تكون «أن» وما في حيزها من اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل جر بحرف جر مقدر والجار والمجرور متعلقا بدعا. أي فنادى ربه بذلك. ۩ {قَوْمٌ مُجْرِمُونَ}: خبر «إن» مرفوع بالضمة. مجرمون: صفة-نعت-لقوم مرفوعة مثلها وعلامة رفعها الواو لأنها جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد.
فَأَسْرِ بِعِبادِي لَيْلاً إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (23)
۩ {فَأَسْرِ}: الفاء سببية. أسر: فعل أمر مبني على حذف آخره حرف العلة- الياء والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. وجملة «أسر» وما بعدها في محل نصب مفعول به-مقول القول-لفعل مضمر تقديره: فقال أسر. أو تكون الفاء واقعة في جواب شرط محذوف بتقدير: ان كان الأمر كما تقول فأسر. والجملة جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم والكسرة دالة على الياء المحذوفة بمعنى: فسر بهم ليلا. ۩ {بِعِبادِي لَيْلاً}: جار ومجرور متعلق بأسر والياء ضمير متصل في محل جر بالاضافة. ليلا: مفعول فيه ظرف زمان منصوب على الظرفية متعلق بأسر وعلامة نصبه الفتحة. ۩ {إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ}: تعرب اعراب {إِنَّكُمْ عائِدُونَ»} الواردة في الآية الكريمة الخامسة عشرة و «ان» هنا بمعنى التعليل.
وَاُتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ (24)
۩ {وَاتْرُكِ}: الواو عاطفة. اترك: فعل أمر مبني على سكون آخره الذي حرك بالكسر لالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. ۩ {الْبَحْرَ رَهْواً}: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. رهوا: حال منصوب بالفتحة. أي اتركه ساكنا كما هو. ۩ {إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ}: تعرب اعراب {أَنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ»} الواردة في الآية الكريمة الثانية والعشرين و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب اسم «ان» أي محكوم عليهم بالغرق.
كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنّاتٍ وَعُيُونٍ (25)
۩ {كَمْ تَرَكُوا}: كم: خبرية مبنية على السكون في محل نصب مفعول به مقدم للفعل «تركوا» تركوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. ۩ {مِنْ جَنّاتٍ وَعُيُونٍ}: جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «كم» التقدير: عددا كثيرا من الجنات والعيون حال كونهم تركوا. وعيون: معطوفة بالواو على «جنات» وتعرب اعرابها. وكريم: صفة لمقام مجرورة وعلامة جرّها: الكسرة.
وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ (26)
۩ هذه الآية الكريمة معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها.
وَنَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ (27)
۩ {وَنَعْمَةٍ كانُوا}: معطوفة بالواو على «جنات» وتعرب اعرابها. كانوا: فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. ۩ {فِيها فاكِهِينَ}: جار ومجرور متعلق بخبر «كانوا» فاكهين: خبر «كان» منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد وجملة {كانُوا فِيها فاكِهِينَ»} في محل جر صفة لنعمة على اللفظ وفي محل نصب على المحل. والمعنى كانوا فيها متنعمين.
كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ (28)
۩ {كَذلِكَ}: الكاف: اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل نصب صفة لمصدر أو نائبة عنه والعامل مضمر بتقدير: مثل ذلك الاخراج أخرجناهم منها. ذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بالاضافة. اللام للبعد والكاف للخطاب أو تكون الكاف في محل رفع خبر مبتدأ محذوف. التقدير: الأمر كذلك. ۩ {وَأَوْرَثْناها}: الواو عاطفة. أورث: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و «ها» ضمير متصل-ضمير الغائبة-يعود على ديارهم مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول. ۩ {قَوْماً آخَرِينَ}: مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة. آخرين: صفة-نعت-لقوما منصوبة مثلها وعلامة نصبها الياء لأنها ملحقة بجمع المذكر السالم والنون عوض من الحركة في المفرد.
فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ (29)
۩ {فَما بَكَتْ}: الفاء: استئنافية. ما: نافية لا عمل لها. بكت: فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ولاتصاله بتاء التأنيث الساكنة وبقيت الفتحة دالة على الألف المحذوفة. والتاء لا محل لها من الاعراب. ۩ {عَلَيْهِمُ السَّماءُ}: حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق ببكت. السماء: فاعل مرفوع بالضمة. ۩ {وَالْأَرْضُ}: معطوفة بالواو على «السماء» مرفوعة مثلها بالضمة وقيل هذا القول فيه تهكم بهم وبحالهم المنافية من يعظم فقده أو بمعنى فما بكى عليهم الملائكة والمؤمنون يعني فما بكى عليهم أهل السماء وأهل الأرض بحذف المضاف واقامة المضاف اليه مقامه. ۩ {وَما كانُوا مُنْظَرِينَ}: الواو عاطفة. ما: معطوفة على «ما» الأولى. كانوا منظرين: تعرب اعراب «كانوا فاكهين» الواردة في الآية الكريمة السابعة والعشرين. أي مهملين بمعنى لما جاء وقت هلاكهم لم ينظروا الى وقت آخر ولم يمهلوا الى الآخرة بل عجل لهم في الدنيا.
وَلَقَدْ نَجَّيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مِنَ الْعَذابِ الْمُهِينِ (30)
۩ {وَلَقَدْ نَجَّيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ}: تعرب اعراب «ولقد فتنا قوم فرعون» الواردة في الآية الكريمة السابعة عشرة وعلامة نصب «بني» الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم وحذفت النون للاضافة. ۩ {مِنَ الْعَذابِ الْمُهِينِ}: جار ومجرور متعلق بنجينا. المهين: صفة-نعت- للعذاب مجرورة مثلها وعلامة الجر الكسرة.
مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كانَ عالِياً مِنَ الْمُسْرِفِينَ (31)
۩ {مِنْ فِرْعَوْنَ}: جار ومجرور بدل من {الْعَذابِ الْمُهِينِ»} كأنه في نفسه كان عذابا مهينا لافراطه في تعذيبهم واهانتهم. ويجوز أن يكون الجار والمجرور متعلقا بحال محذوفة من العذاب المهين بتقدير: واقعا من جهة فرعون. وعلامة جر الاسم الفتحة بدلا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعجمة والمعرفة. ۩ {إِنَّهُ كانَ عالِياً}: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل للتعليل والهاء ضمير متصل-ضمير الغائب-مبني على الضم في محل نصب اسم «ان» كان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمها ضمير مستتر جوازا تقديره هو. عاليا خبر «كان» منصوب بالفتحة والجملة الفعلية {كانَ عالِياً»} في محل رفع خبر «ان» أي كان متكبرا. ۩ {مِنَ الْمُسْرِفِينَ}: جار ومجرور متعلق بخبر ثان لإن بتقدير: مسرفا منهم في التكبر أي أنه كان عاليا أي متكبرا مسرفا وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد.
وَلَقَدِ اِخْتَرْناهُمْ عَلى عِلْمٍ عَلَى الْعالَمِينَ (32)
۩ {وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ}: معطوفة بالواو على {وَلَقَدْ نَجَّيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ»} وتعرب مثلها و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به. أي ولقد اخترنا بني اسرائيل. ۩ {عَلى عِلْمٍ}: جار ومجرور متعلق بحال من الضمير «نا» في اخترناهم أي عالمين أو ونحن عالمون. ۩ {عَلَى الْعالَمِينَ}: جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من الضمير «هم» ضمير «اخترناهم» وعلامة جر الاسم الياء لأنه ملحق بجمع المذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد. أي مع علم منا بأنهم يزيفون.
وَآتَيْناهُمْ مِنَ الْآياتِ ما فِيهِ بَلؤُا مُبِينٌ (33)
۩ {وَآتَيْناهُمْ}: معطوفة بالواو على «اخترناهم» الواردة في الآية السابقة وتعرب إعرابها. ۩ {مِنَ الْآياتِ}: من: حرف جر للتبعيض. الآيات: اسم مجرور بمن وعلامة جره الكسرة والجار والمجرور متعلق بآتيناهم. أي من المعجزات أو متعلق بحال من «ما» متقدمة عليه. ۩ {ما فِيهِ بَلؤُا مُبِينٌ}: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به ثان لآتينا. فيه: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. بلاء: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. مبين: صفة-نعت-لبلاء مرفوعة مثلها وعلامة رفعها الضمة. والجملة الاسمية {فِيهِ بَلؤُا مُبِينٌ»} صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. ويجوز أن يكون مفعول «آتينا» الثاني محذوفا دلت عليه «من» التبعيضية وتكون «ما» اسما موصولا في محل نصب صفة للمفعول الثاني الذي نابت عنه «من» أي بعض الايات الذي فيه بلاء مبين.
إِنَّ هؤُلاءِ لَيَقُولُونَ (34)
۩ {إِنَّ هؤُلاءِ}: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. هؤلاء: اسم اشارة مبني على الكسر في محل نصب اسم إن. ۩ {لَيَقُولُونَ}: اللام لام التوكيد-المزحلقة-يقولون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية: في محل رفع خبر «ان» والاشارة الى كفار قريش.
إِنْ هِيَ إِلاّ مَوْتَتُنَا الْأُولى وَما نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ (35)
۩ {إِنْ هِيَ}: مخففة مهملة بمعنى «ما» النافية لا عمل لها. هي: ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. ۩ {إِلاّ مَوْتَتُنَا الْأُولى}: أداة حصر لا عمل لها. موتة: خبر «هي» مرفوع بالضمة و «نا» ضمير متصل للمتكلمين مبني على السكون في محل جر بالاضافة. الأولى: صفة لموتتنا مرفوعة مثلها بالضمة المقدرة على الألف للتعذر. أي سوى الموتة الواحدة والجملة الاسمية في محل نصب مفعول به. ۩ {وَما نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ}: تعرب اعراب {وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ»} الواردة في الآية الكريمة التاسعة والخمسين من سورة «الصافات» بمعنى: وما نحن بمبعوثين.
فَأْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (36)
۩ {فَأْتُوا}: الفاء واقعة في جواب شرط مقدر على معنى: ان كنا ننشر أي نبعث بعد الموت فأتوا بآبائنا. أو تكون واقعة في جواب شرط مقدم بمعنى: ان صدقتم فيما تقولون فأتوا بآبائنا أي فعجلوا لنا احياء من مات من آبائنا بسؤالكم ربكم ذلك. أأتوا: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الافعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. ۩ {بِآبائِنا}: جار ومجرور متعلق بائتوا. و «نا» ضمير متصل-ضمير المتكلمين- مبني على السكون في محل جر بالاضافة. ۩ {إِنْ كُنْتُمْ}: حرف شرط جازم. كنتم: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك فعل الشرط في محل جزم بإن التاء ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل رفع اسم كان. والميم علامة جمع الذكور وجواب الشرط محذوف لتقدم معناه. ۩ {صادِقِينَ}: خبر «كان» منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين في المفرد.
أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْناهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ (37)
۩ {أَهُمْ خَيْرٌ}: الهمزة: همزة استفهام لا محل لها. هم: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. خير: خبر «هم» مرفوع بالضمة. ۩ {أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ}: حرف عطف وهي «أم» المتصلة. قوم: معطوفة على «هم» مرفوعة مثلها وعلامة رفعها الضمة وقد حذف خبرها اختصارا لأن ما قبله يدل عليه. أي أهم أفضل مالا وجاها أو قوم تبع أفضل؟ تبع: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. ۩ {وَالَّذِينَ}: الواو: حرف عطف. الذين: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. ۩ {مِنْ قَبْلِهِمْ}: جار ومجرور متعلق بصلة الموصول المحذوفة و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. ۩ {أَهْلَكْناهُمْ}: الجملة الفعلية: في محل رفع خبر «الذين» أهلك: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به. ۩ {إِنَّهُمْ}: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل للتعليل و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب اسم «ان» بمعنى لأنهم. ۩ {كانُوا مُجْرِمِينَ}: تعرب اعراب {كانُوا مُنْظَرِينَ»} الواردة في الآية التاسعة والعشرين والجملة في محل رفع خبر إن.
وَما خَلَقْنَا السَّماااتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ (38)
۩ هذه الآية الكريمة أعربت في سورة «الأنبياء» الآية السادسة عشرة.
ما خَلَقْناهُما إِلاّ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (39)
۩ {ما خَلَقْناهُما}: معطوفة بالواو على {وَما خَلَقْنَا»} في الآية السابقة وتعرب اعرابها. الهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به و «ما» علامة التثنية. ۩ {إِلاّ بِالْحَقِّ}: أداة حصر لا عمل لها. بالحق: جار ومجرور متعلق بصفة نائبة عن مصدر محذوف بتقدير إلا خلقا ملتبسا بالحق أو متعلق بحال من الضمير «هما» ملتبسين بالحق أو من الفاعل أي ومعنا الحق. ۩ {وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ}: الواو استئنافية. لكن: حرف مشبه بالفعل. اكثر: اسم «لكن» منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. ۩ {لا يَعْلَمُونَ}: الجملة الفعلية: في محل رفع خبر «لكن» لا: نافية لا عمل لها. يعلمون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل وحذف مفعولها اختصارا أي لا يعلمون ذلك أي خلقنا الكون بالحق.
إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40)
۩ {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ}: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. يوم: اسم «ان» منصوب بالفتحة. الفصل: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة أي ان يوم القيامة سمي بالفصل لأنه يفصل فيه بين الخلق. ۩ {مِيقاتُهُمْ}: خبر «انّ» مرفوع بالضمة و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة أي ميعاد حسابهم وجزائهم. ۩ {أَجْمَعِينَ}: توكيد لضمير الغائبين «هم» في «ميقاتهم» مجرور مثله وعلامة جره الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض من الحركة في المفرد وهو جمع «أجمع» الذي هو واحد في معنى جمع وليس له مفرد من لفظه.
يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (41)
۩ {يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى}: بدل من {يَوْمَ الْفَصْلِ»} منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة. لا: نافية لا عمل لها. يغني: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للثقل و «مولى» فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف للتعذر والجملة الفعلية {لا يُغْنِي مَوْلًى»} في محل جر بالاضافة. بمعنى لا يجزئ ولا ينفع مولى. وقدرت الضمة على آخر «مولى» قبل تنوين الألف. ۩ {عَنْ مَوْلًى شَيْئاً}: جار ومجرور متعلق بيغني وعلامة جر الاسم الكسرة المقدرة على الألف قبل تنوينها للتعذر. شيئا مفعول «يغني» منصوب وعلامة نصبه الفتحة. أو يكون الجار والمجرور في مقام مفعول «يغني» بمعنى لا ينفع مولى مولى. و «شيئا» مفعولا مطلقا منصوبا بالفتحة في موضع المصدر أي اغناء أو تكون صفة-نعتا-لمصدر محذوف تقديره: اغناء شيئا. بمعنى لا يغني أي مولى كان من قرابة وغيرها عن أي مولى كان. ونوّن آخر «مولى» لأنه اسم نكرة رباعي مذكر مقصور. ۩ {وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ}: الواو عاطفة. لا: نافية لا عمل لها. ينصرون: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. أما «هم» فهر ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. والجملة الفعلية «ينصرون» في محل رفع خبر «هم» وجاء الضمير بصيغة الجمع لأن المولى في المعنى كثير لتناول اللفظ على الابهام والشياع كل مولى.
إِلاّ مَنْ رَحِمَ اللهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (42)
۩ {إِلاّ مَنْ}: أداة حصر لا عمل لها. من: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع بدل من الضمير الواو في «ينصرون» أي لا يمنع من العذاب الا من ويجوز أن تكون «لا» أداة استثناء و «من» في محل نصب منصوبا على الاستثناء المنقطع أي ولكن من. ۩ {رَحِمَ اللهُ}: فعل ماض مبني على الفتح. الله: فاعل مرفوع للتعظيم وعلامة رفعه الضمة. والجملة صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. والعائد- الراجع-الى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به التقدير: إلا من رحمه الله. ۩ {إِنَّهُ هُوَ}: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسمها. هو ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. ۩ {الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}: خبران على التتابع أي خبر بعد خبر للمبتدإ مرفوعان بالضمة. والجملة الاسمية هو العزيز الرحيم: في محل رفع خبر «ان» أو تكون «هو» ضمير فصل أو عماد لا محل لها من الاعراب. و {الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ»}: خبري ان بمعنى انه لا ينصر منه من عصاه الرحيم لمن اطاعه. ويجوز أن يكون «الرحيم» صفة للعزيز.
إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43)
۩ {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ}: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. شجرة: اسم «إن» منصوب بالفتحة. الزقوم: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة.
طَعامُ الْأَثِيمِ (44)
۩ {طَعامُ الْأَثِيمِ}: خبر «ان» مرفوع بالضمة. الأثيم: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة أي طعام المذنب الفاجر الكثير الآثام وهي من صيغ المبالغة فعيل بمعنى فاعل.
كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45)
۩ {كَالْمُهْلِ}: الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل رفع خبر ثان لإن أي خبر بعد خبر. المهل: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى كالنحاس المذاب. ۩ {يَغْلِي فِي الْبُطُونِ}: الجملة الفعلية: في محل نصب حال من المهل. يغلي: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. في البطون: جار ومجرور متعلق بيغلي.
كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46)
۩ {كَغَلْيِ الْحَمِيمِ}: الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل نصب حال من ضمير «يغلي» أو نعت لمصدر محذوف تقديره: غليانا كغلي الحميم. غلي: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. الحميم: مضاف اليه ثان مجرور وعلامة جره الكسرة بمعنى مثل الماء الشديد الحرارة.
خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلى سَااءِ الْجَحِيمِ (47)
۩ {خُذُوهُ}: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به والجملة في محل رفع نائب فاعل لفعل مضمر تقديره: يقال للزبانية خذوه. والهاء يعود على «الأثيم». ۩ {فَاعْتِلُوهُ إِلى سَااءِ}: معطوفة بالفاء على «خذوه» وتعرب اعرابها. إلى سواء: جار ومجرور متعلق باعتلوه. ۩ {الْجَحِيمِ}: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى: خذوه فقعدوه بعنف أي فجروه الى وسط النار ومعظمها.
ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذابِ الْحَمِيمِ (48)
۩ {ثُمَّ صُبُّوا}: حرف عطف. صبوا: معطوفة على «اعتلوه» وتعرب اعرابها. ۩ {فَوْقَ رَأْسِهِ}: ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بصبوا وهو مضاف. رأسه: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة. ۩ {مِنْ عَذابِ الْحَمِيمِ}: جار ومجرور متعلق بصبوا والعبارة فيها استعارة لأن ذكر العذاب معلقا به الصب مستعار له ليكون أهول وأهيب. و «من» للتبعيض. الحميم: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة وحذف مفعول «صبوا» لأن «من» التبعيضية دالة عليه. أو على تقدير صبوا فوقه عذابا هو الماء الحار وهذا هو التقدير الذي ذكر أن طريقه الاستعارة.
ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49)
۩ {ذُقْ}: فعل أمر مبني على السكون وحذفت الواو لالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. والجملة في محل نصب مفعول به- مقول القول-بفعل مضمر معطوف على صبوا أي وقولوا له. وحذف مفعولها اختصارا لان ما قبلها دل عليها وهو عذاب الحميم أي ذق هذا العذاب. ۩ {إِنَّكَ أَنْتَ}: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطب-مبني على الفتح في محل نصب اسم «ان» أنت: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ أو في محل نصب توكيد لضمير المخاطب الكاف في «انك». ۩ {الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ}: خبران للمبتدإ «أنت» خبر بعد خبر مرفوعان بالضمة والجملة الاسمية أنت العزيز الكريم: في محل رفع خبر «ان» على الوجه الأول من اعراب «أنت» وهو الابتداء وعلى الوجه الثاني وهو التوكيد تكون الكلمتان خبرين لان ويجوز أن يكون «الكريم» صفة نعتا-للعزيز. والجملة {إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ»} جاءت على سبيل الهزؤ والتهكم بمن كان يتعزز ويتكرم على قومه.
إِنَّ هذا ما كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (50)
۩ {إِنَّ هذا}: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. هذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل نصب اسم «ان» والاشارة الى العذاب. أي ان هذا العذاب. ۩ {ما}: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره هو وجملة «هو ما» في محل رفع خبر إن. ۩ {كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ}: الجملة الفعلية: صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. كنتم: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور. به: جار ومجرور متعلق بخبر «كان» تمترون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل وجملة «تمترون» في محل نصب خبر «كنتم» أي تشكون أو تتلاجون أي تتمارون وتتلاجون أي تتجادلون.
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ (51)
۩ {إِنَّ الْمُتَّقِينَ}: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. المتقين: اسمها منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد. ۩ {فِي مَقامٍ أَمِينٍ}: جار ومجرور متعلق بخبر «ان» أمين: صفة-نعت-لمقام مجرورة مثلها بالكسرة.
فِي جَنّاتٍ وَعُيُونٍ (52)
۩ {فِي جَنّاتٍ وَعُيُونٍ}: جار ومجرور متعلق بخبر ثان لان. وعيون: معطوفة بالواو على {فِي جَنّاتٍ»} وتعرب اعرابها. أي في بساتين وفي عيون ماء.
يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقابِلِينَ (53)
۩ {يَلْبَسُونَ}: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة في محل رفع خبر آخر لأنّ في {إِنَّ الْمُتَّقِينَ»} الواردة في الآية الكريمة الحادية والخمسين ويجوز أن تكون في محل نصب حالا وحذف مفعولها لأنه معلوم من السياق. أي يلبسون ثيابا من سندس واستبرق ويجوز أن يكون محذوفا دلت عليه {مِنْ سُندُسٍ»} أي «من» التبعيضية. ۩ {مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ}: جار ومجرور متعلق بصفة للمفعول المقدر. واستبرق: معطوفة بالواو على «سندس» وتعرب اعرابها أي ما رقّ من الديباج وهو الحرير وما غلظ منه. ۩ {مُتَقابِلِينَ}: حال من ضمير «يلبسون» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. بمعنى يقابل بعضهم بعضا في مقامهم آمنين.
كَذلِكَ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (54)
۩ {كَذلِكَ}: الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره: الأمر كذلك أو في محل نصب مفعول به أو صفة نائبة عن المصدر-المفعول المطلق-بتقدير: مثل ذلك اثبناهم أو مثل ذلك الثواب أو مثل تلك المثوبة أثبناهم أي جزيناهم. ذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بالاضافة. اللام للبعد والكاف للخطاب. ۩ {وَزَوَّجْناهُمْ}: الواو عاطفة وما بعدها معطوف على الفعل المقدر «أثبناهم» زوج: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به. ۩ {بِحُورٍ عِينٍ}: جار ومجرور متعلق بزوجناهم أي وقرناهم بهن. عين: صفة -نعت-لحور مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة أي بنساء حور جمع حوراء: وهي المرأة البيضاء ذات الحور في العين أي ذات العين التي اشتد بياضها أي بياض بياضها وسواد سوادها. و «عين» جمع عيناء أي واسعة العين. وحذف الموصوف المجرور «نساء» وحلت الصفة «حور» محله.
يَدْعُونَ فِيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ آمِنِينَ (55)
۩ هذه الآية الكريمة تعرب اعراب الآية الكريمة الثالثة والخمسين و «فاكهة» مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى يطلبون في الجنات كل أنواع الفاكهة.
لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ الْمَوْتَةَ الْأُولى وَوَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ (56)
۩ {لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ}: تعرب اعراب «يلبسون» الواردة في الآية الثالثة والخمسين و «لا» نافية لا عمل لها. فيها: جار ومجرور متعلق بلا يذوقون. الموت: مفعول به منصوب بالفتحة. ۩ {إِلاَّ الْمَوْتَةَ الْأُولى}: إلا: أداة استثناء. الموتة: مستثنى بالا منصوب وعلامة نصبه الفتحة الأولى صفة-نعت-للموتة منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة المقدرة على الألف للتعذر وهو من الاستثناء المنقطع على طريقة الحجازيين أو تكون إلا أداة حصر لا عمل لها و {الْمَوْتَةَ الْأُولى»} بدلا من «الموت». ۩ {وَوَقاهُمْ}: الواو عاطفة. وقى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به أول. ۩ {عَذابَ الْجَحِيمِ}: مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الجحيم: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة.
فَضْلاً مِنْ رَبِّكَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (57)
۩ {فَضْلاً مِنْ رَبِّكَ}: مفعول من أجله-لأجله-التقدير: أعطوا تلك النعم تفضيلا من ربك أو يكون مفعولا مطلقا منصوبا على المصدر بفعل محذوف تقديره تفضل وأفضل الله عليهم بتلك النعم تفضلا وفضلا. من ربك: جار ومجرور متعلق بصفة لفضلا والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطب- مبني على الفتح في محل جر بالاضافة. ۩ {ذلِكَ هُوَ}: اسم اشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف للخطاب. هو: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ ثان والجملة الاسمية {هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ»} في محل رفع خبر «ذلك». ۩ {الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}: خبر «هو» مرفوع بالضمة. العظيم: صفة-نعت-للفوز مرفوعة مثلها بالضمة.
فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58)
۩ {فَإِنَّما}: القول هو مجمل ما فصل في هذه السورة ومعناها: ذكرهم بالكتاب المبين فانما يسرناه الفاء: استئنافية للتعليل. انما: كافة ومكفوفة. ۩ {يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ}: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء يعود على الكتاب أي القرآن الكريم ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. بلسانك: جار ومجرور متعلق بيسرناه وعلامة جر الاسم الكسرة والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطب-مبني على الفتح في محل جر بالاضافة. أو يكون الجار والمجرور متعلقا بحال محذوفة من الهاء في يسرناه بمعنى: فانما سهلناه حيث أنزلناه عربيا بلسانك أي بلغتك. ۩ {لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}: حرف مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب اسم «لعل» يتذكرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة «يتذكرون» في محل رفع خبر «لعل» أي لعلهم يفهمونه ويتعظون بآياته.
فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ (59)
۩ {فَارْتَقِبْ}: الفاء: استئنافية. ارتقب: فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. وحذف مفعوله اختصارا بمعنى: فانتظر ما يحل بهم. ۩ {إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ}: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب اسم إنّ. مرتقبون: خبرها مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد والكلمة اسم فاعل بمعنى: منتظرون وحذف مفعولها اختصارا بمعنى انهم منتظرون ما يحل بل يا محمد متربصون بك الدوائر. * * * الإعراب المفصل لكتاب الله المرتل تأليف بهجت عبد الواحد صالح «من سورة الجاثية إلى نهاية سورة الصف» [المجلد الحادي عشر]